فصل: النوع الأول: السلاح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التعريف بالمصطلح الشريف



.القسم السابع: في أوصاف ما تدعو الحاجة إلى وصفه مما يكثر ذكره في المكاتبات:

ويشتمل على سبعة فصول:
الأول: في الآلات ما يندرج معها بحكم التبع.
الثاني: في الحيوان.
الثالث: في الأمكنة.
الرابع: في المياه وما هو من لازمها.
الخامس: في الكواكب.
السادس: في الأزمنة.
السابع: في الأنواء.

.الفصل الأول: في الآلات:

وهي أنواع:

.النوع الأول: السلاح:

في السيف: وسل منه سيفا يمضي حكمه على الرقاب، ويقضي على المرء بما تبقي بقاياه للأعقاب؛ يجد به اللاعب، ويتلقى بصدره المتاعب؛ ويدنو من العدو اقتباسه، ويعز عليه إذا تألى في الحرب فما يقسم به إلا رأسه؛ لا يمنع دونه زرد موضون، ولا بيض مكنون؛ قد توقد شعلا، وسفل الفرند في تياره وعلا؛ وكاد لولا السل يأكل غمده، ويقطع حتى بنده؛ وقد تردى حامله منه بابن صاعقه، وأرى الآجال منه كل بارقه؛ وقد قذف في اللج سعيره، وقبل في إبلاغ الآجال سفيره؛ كأن على متنه سلخ أيم، أو كأنه متلفع بقطع من غيم؛ قد أسبل الضارب منه ذيل ذبابه، وراع الأعداء فما خافوا من أسده المزمجر إلا سقوط ذبابه؛ فأدنى به لأجله كل محضر، وجنى منه ثمر الوقائع يانعا من ورق الحديد الأخضر.
- فيه: وسل سيفا سال المنون من لعابه، وسار الموت في إهابه؛ وتناوم عذاره ملء جفونه فما هجع، وتناوب للوثوب للمهح فما رجع، وتباكى على من قتل فجرت دموعه دماء، وتحرق على من سلم فتوقدت ضلوعه نارا وترقرقت مآقيه ماء.
في الرمح: وأعد له كل معتدل الكعوب، يجد به اللاعب وهو ملعوب؛ يضرس الحرب بأنيابه، ويتمسك الموت المطنب بأسبابه؛ يجري الدماء بالأنابيب، ويأخذ الفارس بالتلابيب؛ تحرز به المكاسب، ويلقط ببنانه من الأرواح ما لا يحصيه الحاسب؛ يود البرق المعترض في السماء لو أنه في هيئته تصور، ويتمنى نطاق البروج في السماء لو أنه بشرفاته تسور، ويتيمن الأولياء بثغره الضاحك ويتشاءم الأعداء بكعبه المدور؛ يري له كل طعنة نجلاء تفجر عينها الأنهار، ونطفة زرقاء يقدح شجرها الأخضر النار؛ يعد الموت لأسله كل سليل، ولا يوجد فيها مطعن وللطاعن فيها كل سبيل.
في الطبرزين وهو الطبر: وما منهم إلا من مشى أمام ركابنا بطبرزينه وهو الطبر، وأري من عيانه ما لا يبلغه الخبر؛ تقر له السيوف على نفوسها، ويمضي حكمه على الدبابيس فتحمله إلى رءوسها؛ متى جرد من غلافه قيل: هذا معين قد نضخ؛ ومتى فتك به حامله إن شاء قتل فأجرى الدماء وإن شاء رضخ.
في السكين: وقد شرعت السكينة تنضنض لسانها، وتعطي على خشونة الحد ليانها؛ وقد كتب الفرند عليها سطورا، وضرب الشنبر عليها سورا؛ وأطلع ليل الغلف صبيحتها الغراء، وطبع حديدها الأزرق من الجوهر ما يصير بالدماء، ياقوتة حمراء، واتخذ منها الصاحب في وقت المضيق، ومثل الأخ حين وضعها في نحور الأعداء ولكنه شقيق.
في القوس: وتنكب قوسا موعد الأجيال إهلال هلالها، وتفيو الأبطال بظلالها، يشق غدران الزرد منها نون، ويرسل على عذرات الأعداء منها منون؛ تئن ولا يعرف علاج أمراضها، ويبعد على السيوف ما تقدر عليه من بلوغ أغراضها؛ قد أفاضت من السهام الراشقة سجلها، وأثبتت في مستنقع الموت رجلها؛ واستوت في قبضة الرامي، وباشرت القتل وناب غيرها الدامي؛ كم أماتت نفوس الأعداء بكمدها، وتقيأت دما من مهجهم بما رمت من كبدها، فأصمت الرمايا وما فارقت ظل الإبهام، وتقاسمت النصر هي والسيف ولكن كان لها دونه أوفر السهام.
- وفيها: وأخرج قوسه الأرواح في قبضتها، والبرق في خاطف ومضتها؛ والسهام قد أرخت ذوائب نصالها، والأوتار لا تروع بفصالها؛ كأنها نصف دائرة المنجنون، أو تعريقة نون؛ ويشبع سغبها، ولا يدفع شغبها؛ معطية منوع، واهبة تروع؛ صابرة لا تعرف ندم، سائرة لها رجل إلا أنها لا تمشي بالقدوم؛ طائرة وما لها جناح، غائرة وما طلع على كوكبها الصباح؛ هلال لا يعوز رائيه بصير، ضاق فتر بمراميه عن مسير.
في السهام والكنائن: وقد اعتد معه من الكنائن كل ديمة، ذات وبل مستديمة؛ لما يصب منها من صوائب نبل قد بريت فيها السهام بري القداح، وريشت لصيد ما لا تصيده ذوات الجناح؛ ووصلت من النصول بكل مشتد العقب، قوي العصب؛ مرهف الصقال، مخوف الصيال؛ تقع حيث وقع، وإذا فاضت السيوف غدرانا بلت منه نقع؛ يصل إلى ما لو تطاول إليه الرمح للبب به معتقله، أو جال في خاطر السيف لضرب به ضاربه وقيد به صيقله؛ لا يتكشف ضلله إذا تجلى القتام، ولا تعيا حيله إذا أدرعت الفوارس لرد السهام؛ بلاء منزل، وقضاء مرسل؛ وحتف عاجل لا يلقاه إلا حائن، وضر بين ولهذا لا تزال تتشكى الكنائن.
في قوس البندق ويسمى الجلاهق: وبرز إلى مصارع الطير ومعه من قسي البندق كل صائلة بالحين، صائبة بالعين؛ قد تلفعت بالحرير، وتوشعت بالحبير؛ ولبست مثل حلل الربيع، وسلبت من ريش الطير المختلف الألوان ما ظهر عليها حسنه البديع؛ وقد تعقفت رءوسها كأنها جيمات الأصداغ، وتدبجت قموصها فكأنها تعلمت من السماء حسن الأصباغ؛ وأوترت من الأوتار بما طلبت مثله من الطيور، وأسبلت عليها أزر مكداناتها لأن الحسناء لا يحسن بها السفور، قد أصمت ببندقها، ورمت الطيور من أفقها؛ وأصبح في يد قبضتها كل محلق بجناحه، ومخلق بدمه وجه مسائه أو صباحه، تمد من مقره بندقها في الوتر شبكا، وتزمجر ولا ترثي لمن شكا؛ ترمي الطير منها أمثال الأبابيل، ويمسك بوعدها في أخذ كل ما سنح في الجو لا كما يمسك الماء الغرابيل.
في الجراوة والبندق: ومعه جراوة كأنها أفق أنجم، أو كنانة أسهم؛ لا يزال الطير الآمن بطوالعها ينكب، وفي مطالعها يظل دمه إذا غاب كوكب منها بدا كوكب؛ قد بعدت بالبندق مراميها فما شاء راميها اغتصب، وصال به لا بها وبالقوس مما ليس في قوة جلد ولا عصب.
في العامود وهو الدبوس: ثم ضاق به المجال، وسئم سيفه من قطع الآجال؛ فاخترط من تحت فخذه عامودا تهد به الأبنية المشيدة، وتتساقط به الفوارس كأنها خشب في عمد ممددة؛ قد كمم بالحديد، وارتج موقعه فلما قيل إنه شاش عمم به رأس الصنديد؛ يموت به قتيله ولا يتنصف، ويفزع وجيبه وما هو إلا أصلاب رجال تقصف؛ يأمن به الضارب ما يخاف بالسيف في الضراب، ويقدمه قدامه لا تحميه عنه الحميلة ولا يبعد قربه القراب؛ لا ترى بشقشقته الأبطال إلا خمودا، ولجج السيوف إلا جمودا، ورأس القتيل إذا أهوى إليه إلا كان عليه من فلق الصباح عمودا؛ لا يحصن منه خوذة ولا سربال، ولا يهاب إبراق سيوف ولا نبال؛ تتكسر الأصلاب الصلاب به تكسر الزجاج، وتفلق به بيض الخوذ مثل بيض الدجاج.
في العصا: وقد خف عليه محملها فهو لا يضعها عن عاتقه، ولا يعد سواها لإزالة عائقه؛ قد اتخذ منها آية موسوية أصبحت بها يده بيضاء، وتصرف بها كيف شاء؛ وكان يعتمد عليها إذا وقف، ويجمع عليها فريقه إذا اختلف؛ وطالما قرع بها كاهل المنازع، وكان له في قمع الأعداء بها غير هذا من المنافع: يلين قسوتهم إذا امتنعوا، ويلقف بالادراء بها ما صنعوا.
في البيضة: وقد لبس منها بيضة زانها بياض مفرقه، وطلع فيها طلوع البدر في أفقه؛ وأتى فيها كأنه قد تلبس شعلة لهب، وعكس بها شعاع الشمس كأنها فضة قد مسها الذهب؛ لا يجد له السيف فيها مضربا، ولا يمد له العجاج عليها مضربا؛ لم يزل يوصف صبرها المذكور، ويلبس الكوافي منها من لا يطمع بما تحت ذيله الذكور؛ قد جعلت نفسها دون رأس لابسها فداء، وآلت أن لا تزال تدفع عنه أعداء.
في الدرع: وأقبل في سابغة ضاقت عيونها فلمحت المنون ازورارا، واطردت متونها تشب الوقائع نارا؛ تكحل بالغبار خزر حدقها، وتطرق أبواب الشجاعة بحلقها؛ ترد على الشمس شعاعها، وتبدي على اللمس مناعها؛ لام ليست للتعريف، وموج غني عن التصريف؛ بأسها شديد، وبصرها حديد، وبحرها بعائمه لا يميد؛ تلافيها السيوف فتقف عند حدها، وتخاطبها ألسنة الرماح فتحسن في ردها؛ تفيض على النصال فتخمد لها برقا، وتحشر مجرمي الذوابل زرقا؛ تسمع حديثا للقتال منقولا، ونرد الطاعن فيها مغلولا.
في الترس: وحمل بيده ترسا لا يزال به السيف ينكص على عقبه، ويرد وما زاد على أن حصل منه على عجبه؛ كأنما صنع لمدافعة الأجل، أو صنع ليحمل عن الضارب فضيحة ما يلقاه من الخجل؛ كأنما شب فيه الموت والتهب، وطلعت من مشرقه الشمس فقيل إنها ترس من الذهب.

.النوع الثاني: آلات الحصار:

في المنجنيق: وأنذرتها المنجنيق ما بعدها، وحذرتها: إلا تتخلى وتلقي ما عندها؛ فلما أبت إلا امتناعا، وأن ترخي عقيلتها المخطوبة عليها من الستائر قناعا، تقدمت إليها المجانيق وقد شدت نطاقها، وشمرت للحرب ساقها، ورمت قبل القلعة قلب ساكنها بالوجل، ولطخت قبل الدماء بالشفق خدها بالخجل، واستأنت في قصدها وجاءت إليها على عجل؛ ورغت رعودها وتلك هدة واجب، وقامت في قتالها بالواجب، وأثرت في أبدان البدنات أمرا، وتقدمت فما خلت في طريقها حجرا؛ وجادلت السور فما أحسن الرد، ولعبت معه لعب النرد؛ فنشط اللاغب، وانبسط اللاعب، حتى (استردتا خيذتها) المغصوبة، وغلبت لما جارت عليها الفصوص والمناجيق منصوبة؛ فقلعت السور والباشورة، وقلبت المدينة من صورة إلى صورة، فما مضت إلا ساعة، وقد بقي صيتها إلى بقاء الساعة.
وفيه: ونصبنا عليها من المناجيق ما سامى قلاعها، وسام اقتلاعها؛ وهدم سورها، وهتم ثغورها؛ وفجر حجارتها لا بالأنهار، وأضجر سيارتها وما غاب نهار؛ وأتت على البلد ومن فيه، وأتت على ما نطق به لسانها ملء فيه؛ وما هان أمرها وهو عنيد، ولا لان قلبها وهو حديد؛ ولا قصر باعها وهو طويل، ولا اختصر عنانها وهو مديد؛ من كل محكمة الترتيب، من كل محكمة الترتيب، محكمة التدريب، مبسوطة اليد تنادي السماء من مكان قريب؛ مفتولة الساعد، مقبولة المساعد؛ يتحرك لسانها كأنها تعاتب، ويتحرر سنانها كأنها قلم كاتب؛ لها فخذ كريم لا تلوي به على نسب، وحبل متين ولا يتمسك منه بسبب؛ قد أثبتت في مستنقع الموت رجلها، وأنبتت في غابات القنا أصلها؛ وأصبحت كالرجال، لا يعرف ما في صناديقها المقفلة، وكالأعمال لا تخف كفاتها المثقلة؛ لا تكاثر في مجال، ولا تكابر أنها تلقف ما صنعوا من عصي وحبال؛ قد استلت كأنها عقاب، وامتدت كأنها سحاب؛ وهدرت كأنها رعود، واستترت كأنها خود؛ واضطرمت كأنها حريق، واضطربت كأنها طليق؛ وأطلت كأنها أجل، وولت كأنها وجل، وطلت دماء دبت في صفحات البذيات كأنها خجل؛ وأنت وغيرها الثاكل، وسغبت وفي الثغور الممضغ منها فضلة الآكل؛ فناجت تلك الشرفات بما محى محاسنها، وتتبع في المكان مكامنها؛ وأرعدت فرائص الحجارة، وأخلت السور من النظارة؛ وولجت المدينة وولعت بمبانيها الهائلة ففرقت شملها، وبعقودها الطائلة فحلت نظمها وعجلت حلها؛ وألقت عن المدينة نطاق السور، وفكت عن الجيد عقد جيبه المزرور؛ ودخلت العساكر المنصورة إلى داخل المدينة هجما من كل مكان، ووثبا على آثار الثور كأنه ما كان؛ وملك البلد بمجموعه ورفعت به الأعلام، وسمعت به دعوة الإسلام؛ وتسنمت ذروة الأبراج للأذان، وتسلمت ولصانع المنجنيق اليد وله الإحسان.
في الزيارات: وشد من الزيارات كل ذات معجزة خارقة، ورجل دائسة في الأرض ولها يد لأعناق المعاقل خانقة؛ تهدر مثل الفنيق، إذا أزبد، وتباري المنجنيق فتقول: هذه صنعة ما لي فيها يد.
في الستائر: وتسترت تلك المحجبه، وتسورت بأسوار أخرى من الستائر غدت النواظر منها متعجبه، ثم طفقت لا تنظر إلى من وراء ستور تلك الستائر، ولا يعرف بها ما في داخلها إلا كما يعرف ما في السرائر؛ وقفت دريئة للسهام إلا أنها سهام المنجنيق، وصبابة لكل صب لا يرى منظرها الأنيق؛ وأقام من فيها خلفها يخاتل، وغايته أن يدافع عن نفسه وهو يوهم أنه يقاتل.
في السهام الخطائية: ومن السهام خطائية لا تخطي صوابها، ولا تخطي مهلك قرية مصائبها؛ قد حشيت صدورها غضبا، وكاثرت السهام بأجنحة النار غلبا، لا تنكب طرقها، ولا تفرق الأعداء ويحرقهم إلا رعدها المجلجل وبرقها.
في مكاحل البارود: ومن مكاحل كم أعمى عين بلد كحلها، وكم لقح بدنة مبدنة فحلها؛ وكم رمى فيها نطفة نار، واشتملت أحشاؤها منه على جنين كانت النار عليها به أهون من العار؛ لا تبالي بالأعداء إذا أخرجت لهم خفايا سرها، ولا تخشى إذا أبدت للقوم خبايا شرها؛ تورد القلاع منا النار ذات الوقود، وترض ببنادقها رءوس الشرفات وتكسر أضلاع العقود؛ فكم دخل بندقها المدينة هجما، وقذف شيطانها المريد بشهاب كأن له رجما.
في قوارير النفط: وقد صدمهم من النفط تلك القوارير، وأجيل في بحر أفكارهم أخبار تلك القواقير؛ ورمت القلاع منها ببلاء يقتلع قليعتها، ويسد ذريعتها؛ فإذا هي في تلك البروج متسلقة، وبحبال تلك العقيلة متعلقة؛ ثم إذا بها قد نشرت عليها رايتها الحمراء، ودبت بعقارب البارود المصررة الضراء؛ وامتدت أغصان شجرتها وقد توقدت نارا تتأجج، وتفتحت وردا إلا أنه كلما ذبل تضرج.